إن الميلاد الحقيقي هو الميلاد الذي يرضاه ربنا سبحانه وتعالى منا
ويحب أن تبتهج فيه وأن نغير كل حياتنا بحيث يكون هو يوم انطلاقتنا
يوم عظيم لو سئل أي انسان عن أفضل يوم في حياته افتكره من أول وهله
بل إنه لا يحتاج إلى ذاكرة حتى يفتكره بمجرد السؤال يصدر الجواب
هو يوم فرغ من القلب أشياء ودخل فيه أشياء
هو يوم شعر الإنسان فيه بميلاد حقيقي وينظام حقيقي
هو يوم فاق جماله كل الأيام وكيف لا
لعلكم بعد التعريف بهذا اليوم عرفتم ما أقصد !!!!!!
نعم إنه يوم الرجوع إلى الملك الجبار
نعم حقيق على أن نقول لكل من تاب وأناب ( كل لحظة وانت مسلم )
نعم يوم الميلاد الحقيقي هو يوم يرضى الله عني وعنك فيه
وهذه هدية من الإمام البخاري لك يا صاحب الميلاد الجديد :
إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه، فقال به هكذا. قال أبو شهاب بيده فوق أنفه، ثم قال : (لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلا وبه مهلكة، ومعه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال : أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه، فإذا راحلته عنده
أ الله يفرح ؟!!!!!!!!!!!! إي وربي إنه كريم
ماذا بقي لي ولك أمام الله حتى نحتفل بهذا الميلاد ؟
وانظر إلى نداء الله العام :
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (53) سورة الزمر
بالله عليكم هل وجدت أفضل من هذا النداء ؟!!!!!!!!!
متى يبدأ هذا الميلاد ؟
سبحان الله لأن الله كريم وجواد حليم وغفور رحيم
جعل هذا الميلاد الحق عند أول العمل بالتوبة والرجوع
ياااااااااااااه كم هو رحيــــــــــــــــــــم هل عرفت هذا ؟
فلماذا لا نبادر بالتوبة والإنابة ؟
كم مدة هذا الميلاد ؟
اعتدنا أن تقام أعياد الميلاد كل عام وفي يوم محدد معروف
لكن هذا الميلاد الشرعي أتى بصيغة جديدة فهو دائما
يتحدث بمجرد الإستغفار وبمجرد التوبة حتى بعد
التوبة الأولى قد يعود الإنسان لبعض جاهليته ولكن
العيد يتكرر بتكرار التوبة الصادقة
ويمتد مع العبد إلى أن يوضع في قبره فإما
نعيم دائم مرورا بالقبر وظل الرحمن وعفوه عما سلف إلى الجنة
وإما جحيم من القبر إلى النار وهذا لمن لم يعمل بهذه الوصية
أريد أن أبدأ ولكن ....... ؟
آآآآآآآآآه بقي في النفس ملذات عليك بالمبادرة فهي فرصة
قد لا تتكرر وهي كلمة قد لا تعاد وحياة الدنيا ليس لها إعادة
فلماذا التسويف في التوبة ؟!!!
ولماذا حب الدنيا شغلتنا ؟!!!
أريد أن اقول أن هذا العيد يجب أن يبادر إليه وأنه يؤتى ولا يأتي
أما أعياد الناس المحرمة فهي من صنع البشر لا خير فيها
إلا ما كان من الله شرعا وحكما ( عيدي الفطر والنحر )
فبادروا ولا تسوفوا فكما قلنا لعلها مرة فاركب سفينة النجاة
ولا تنظر إلى الخلف حتى لا تغرق وينجو غيرك
وبعدها تقول وا حسرتاه على ما فرطت بيدي
هل تظمن لي السعادة إن رجعت إلى الله ؟
سبحان الله وهل كانت السعادة في غير مرضات الله
أخي وأختي إن السعادة الحق في دين الله
يقول احد الصالحين ( تمر بنا أوقات نقول فيها لو أن أهل الجنة
على مانحن عليه الآن لكفتهم )
ويقول غيره ( لو علم أبناء الملوك مانحن فيه من سعادة
لجالدونا عليه بالسيوف )
نعم هؤلاء حقا عرفوا معنى السعادة فكن معهم وبادر
كلمة أخيرة :
لعلي وصلت بك إلى النهاية ولعلك تعبت معي قليلا
لكن يعلم الله أني لك ناصح محب وأني أحب الخير لك
كما أني احبه لنفسي ولم لا ونحن كالجسد الواحد
فلا أرضى أن تكون يدي في الجنة واليد الأخرى في النار
ولعلك الآن وضعت الخطة فامضي بها ولا تتأخر
فنحن ننتظرك أن تكون في عتاد الصالحين
الله أسأل أن يجعلنا من التوابين
وأن يسدد خطانا إلى مافيه صلاحنا وصلاح أمتنا
يارب هل من توبة = تمحو الخطايا والذنوب
وتزيل هم القلب عني = والـكـآبـة والـشـحـوب
أدعوك في ليل بهيم = والـدمع مدراراً سكيب
أنت المؤمل والمعين = وأنـت يـارب الـمـجيـب
من لي إذا وضع التراب = فوقي فلا عيش يطيب
والقبر داج مظلم = هل ينفع العبد النحيب
ياوحشتي ياكربتي = ياغربـة الأبـد الـقـريـب
ما من سبيل للخلاص = من مشرق أو من جنوب
واويلتاه من عذاب = الـقبـر والهـول العصيب
يارب هل من توبةِ = تـمـحو الخطايا والذنوب