آداب الطريقحثنا الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ علي نخرج إلى الطريق في خلق يناسب الطرقات فقد رُوِيَ عن "أبي ذرٍّ" قال:
قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَبَسُّمكَ في وجهِ أخيكَ لكَ صدقةٌ وأمركَ بالمعروفِ ونهيُكَ عن المنكَرِ صدقةٌ وإرشادُكَ الرَّجُلَ في أرضِ الضَّلالِ لكَ صدقةٌ وبصركَ للرَّجلِ الرَّديءِ البَصرِ لكَ صدقةٌ، وإماطتُكَ الحجَرَ والشَّوكَ والعظمَ عن الطَّريقِ لكَ صدقةٌ وإفراغُكَ من دلوكَ في دلوِ أخيكَ لكَ صدقةٌ".
أخرجه "الترمذي" في سننه.
وقال: هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
الرسول ـ صلى عليه وسلم ـ يأمرنا بإفشاء السلام وبالتبسم في وجه أخيك، حيث يقول أشدكم بشرًا في وجه صاحبه أقربهما إلى الله تعالى، والمصافحة أيضًا، فعندما أسلم على أخي المسلم تتساقط الذنوب من بين الكفين حتى يخرجا من المصافحة، وكان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ آخر من يترك يده من المصافحة.
ومن أخلاق الطريق أيضًا تفضيل الناس في الجلوس، أو في الدخول إلى مكان واحد، فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لعمر بن الخطاب: "يا عمر إنك رجل قوي لا تزاحم على الحجر فتؤذى الضعيف إن وجدت خلوة فاستلمه وإلا فاستقبله فهلل وكبر".
رواه "أحمد" في "مسنده. وعلق "شعيب الأرنؤوط" بقوله: "حسن رجاله ثقات".
وكان يقول له عند المسجد الحرام: "لا تزاحم الناس على الحجر الأسود".
فكان يقف بعيدًا ويشير إليه ويكبر.
والرجل الذي يقود سيارته ولديه أماكن بها، عليه أن يساعد الواقفون في انتظار المواصلات العامة.
رُوِيَ عن "أبي نضرة عن أبي سعيد" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى رجل يصرف راحلته في نواحي القوم فقال النبي: "من كان عنده فضل من ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له، حتى رأينا أن لا حق لأحد منا في فضل".
رواه "أحمد" في "مسنده. وعلق "شعيب الأرنؤوط" بقوله: "إسناده صحيح على شرط مسلم".
والرجل الذي يقوم من مكانه، ليجلس امرأة مسنة أو رجلاً مسنًا فهذا من الإتباع، فقد قال النبي "صلى الله عليه وسلم" : "ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا".
رواه "أحمد" في "مسنده. وعلق "شعيب الأرنؤوط" بقوله: "صحيح وهو مكرر سندا ومتنا".
وأخيرًا نذكر حديثًا للرسول يتكلم عن أن الطريق له حق: رد السلام، وإلقاء السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وغض البصر، وإرشاد الضال، فهذه هي أخلاق الطريق التي لابد على كل مسلم ومسلمة أن يتعلمها ويكتسبها.
وقد جاء في الحديث الشريف عَنْ "أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ" عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ". فَقَالُواْ: مَا لَنَا بُدٌّ. إِنَّمَا هِيَ مجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا. قَالَ: "فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلا المجَالِسَ فَأَعْطُواْ الطَّرِيقَ حَقَّهَا". قَالُواْ: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: "غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلامِ، وَأَمْرٌ بِالمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ".
أخرجه "البخاري" في صحيحه.