الجزء الرابع
الحب في بيت النبوة ..... SoOoOo Romanticالحب كله.... في حكايةقد تصف لك مجموعة قصص مع عدد من دواوين الشعر وكل النظريات الفلسفية ..الشيء القليل عن
الحب ...لكن عندما تجمع حكاية واحدة ..كل مشاعر
الحب ..فبالطبع إن هذه الحكاية هي حكاية حب النبي صلى الله عليه وسلم ..لخديجة التي ما نسيها ووفى بحبها حتى بعد عقود من موتها ...حُفرت قصة حب النبي صلى الله عليه وسلم لأمنا خديجة رضي الله عنها في النفوس ..وهي مسك لختام ...
لمن يكون الحب ؟؟ولمن يكون
الحب إن لم يكن للزوجة الصالحة العابدة القانتة الصابرة مع زوجها في الرخاء والشدة...
صدقته عندما كُذب عليه الصلاة والسلام ..وأيدته وتحملت معه المحن في دعوته السرية رضي الله عنها ..
وكانت أمنا خديجة - رضي الله عنها- ممن كمُل من النساء . فكانت عاقلة جليلة ديَّنة مصونة كريمة ، من أهل الجنة ،
أعظم الحب وأحسن التفضيل للزوجة الصابرة الوفية وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُثني عليها ،
ويُفضلها على سائر أمهات المؤمنين ويُبالغ في تعظيمها ،
حتى إن عائشة رضي الله عنها كانت تقول : ما غِرت من امرأة ما غِرت من خديجة ،
من كثرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لها مُرّ الأيام ..تحليه الزوجة الصالحة في أصعب الأوقات ..وأضيق اللحظات ..ستعرف من هم أحباؤك..خير الزوجات .الزوجة التي تصبر من زوجها في مر الأيام وتحلي له الأوقات بصبرها ومساندتها
في أعصب اللحظات ومع نزول الوحي .. روى الإمام البخاري في صحيحه وغيره عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنه عندما رجع رسول الله صلى الله وسلم أول ما أوحي إليه من غار حراء (فدخل على خديجة بنت خويلد- رضي الله عنها- فقال: زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي
فقالت خديجة كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق.
(هي مؤنسته من بني البشر..ومن أحب خلق الله إليه ..لجئ لها ولم يلجئ لصديق أو صاحب ..عاد لمسكنه عليه الصلاة والسلام ..عندما ضاقت فيه الطرقات ..عاد لبيته وطلب حنان زوجته ومشورتها ..ولم يذهب لرفقاء أو أصحاب ..زوجتك الصالحة مؤنستك لا تفضل عليها أحدا من الخلق ..فهي الرفيقة الحبيبة التي ستهون عليك ..وتصبر معك..وتشاركك لحظات القوة والضعف
تبذل ما بوسعها ليرتاح زوجها ويهدئ من خوفه -رضي الله عنا- ولنتعلم من امنا
انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد - ابن عم خديجة- وكان امرءاً تنصر في الجاهلية فقالت له خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك.
فقال : يا ابن أخي ماذا ترى؟
فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى (أي في الغار).
فقال ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أوَمُخرجيَّ هم؟ قال نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا)
تحملت مع النبي صلى الله عليه و سلم مشاق الدعوة ..حتى أنها حوصرت معه و مع المسلمين في مكة و منع عنهم الطعام و عمرها يقارب ال 62
أنفقت مالها للإسلام و في خدمة الدعوة .. و في حماية النبي صلى الله عليه و سلم
عام المقاطعة ... لقد عاصرت خديجة رضى الله عنها أشد الفترات العصيبة فى صدر الإسلام, ولم تشهد أيام الفتح والنصر المبين, عاشت فترة مملوءة بالأهوال والصعاب , فقد رأت أول شهيدة فى الإسلام سمية زوجة ياسر وأم عمار, وكم ترك هذا أثراً عميقاً فى نفسها , وشاهدت المسلمين والمسلمات وهم يهاجرون إلى الحبشة وكان فيهم بنتها رقية زوجة عثمان بن عفان رضى الله عنهم أجمعين...ورأت ما يتعرض له زوجها كل يوم من بلاء وهو يدعو الناس إلى رب الناس , وهو لايزداد مع البلاء إلا صبراً وثباتاً , ويقسم صلى الله عليه وسلم لعمه هذا القسم المؤكد :"والله ياعم لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على أن أترك هذا الأمر ماتركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه".
وفترة الحصار فى شعب أبي طالب كانت بالغة القسوة والشدة, تضاعفت الاَلام عليها بعدما تقدم بها العمر وناءت بأثقال الشيخوخة وضعف البدن, ولم تتردد لحظة واحدة فى الخروج مع زوجها وتخلت عن دارها وضحت براحتها وتركت دارها طائعة مختارة وهى تكافح الوهن الذى أخذ يدب إلى جسدها منذ جاوزت الستين من عمرها.
لقد كانت المقاطعة حرباً مدنية لاترحم, وقد كانت كفيلة بتحطيم النفوس وزعزعة اليقين, فإن الجوع والحرمان من أكبر المصائب التى لايثبت عندها إلا الأقلون, ولكن خديجة أقامت قي الشعاب ثلاث سنين ، و صبرت مع هذه القلة المؤمنة أمام جبروت الوثنية الراسخة المتأصلة, ولا يثبت فى هذه المواطن إلا الصديقون.
الحبيب الوفي ..وفاة ووفاءلقد كان لحصار المسلمين فى شعب أبى طالب هذه الفترة الطويلة من الزمن أثر بالغ على جسد خديجة رضى الله عنها الذى أنهكته الشيخوخة, وذلك مما ضاعف اَلامها وأمراضها فلزمت الفراش وأحست بمقدمات الموت ومرضت مرضها الأخير.
وبعد عودتها من الحصار بثلاثة أيام ماتت خديجة رضى الله عنها...مات جسدها لكن ذكراها لم تمت فى قلب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا كان علة الغيرة التى جاءت فى قلب عائشة رضى الله عنها منها وهى فى قبرها....ففى يوم سمع النبى صلى الله عليه وسلم صوت هالة بنت خويلد أخت خديجة وقد جاءت لزيارته بالمدينة فهتف خافق القلب وقال : "اللهم هالة!" فما ملكت عائشة نفسها أن قالت : "ماتذكر من عجوز من عجائز قريش...هلكت فى الدهر , أبدلك الله خيراً منها؟"
فتغير وجه النبي ورد عليها قائلا : "والله ما أبدلنى الله خيرا منها : اَمنت بي حين كفر الناس, وصدقتنى إذ كذبنى الناس, وواستنى بمالها إذ حرمني الناس, ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء". قالت عائشة ( فقلتْ في نفسي : لا أذكرها بعدها بسبّةٍ أبداً ). وقبل أن تموت بشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. هذه هى خديجة التى ملأت حياة الرجل الموعود بالنبوة , وكانت
لليتيم أما وللمجاهد ملاذاً وسكناً,
وللنبي المصطفى وزيراً وسنداً , وكم سيدخل فى الإسلام من بعد خديجة ملايين النساء, لكنها ستظل منفردة بلقب
المسلمة الأولى التى اَثرها الله بالدور الأجل فى حياة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم.
الأحاديث وسرد القصة من مصادر مختلفة ..والاغلب من
مجلة الوعد الحق