المحمد طاهر
المساهمات : 15 تاريخ التسجيل : 28/01/2008
| موضوع: ممتلئ بك .. هل تشعرين .؟ الإثنين يناير 28, 2008 6:06 am | |
| .
أشخاص الحدث :
أنا اسمى " حميد " وهى اسمها " سلمى " ، وآخران اسمهما حميد وسلمى أيضًا ، أو ربماهما نفسانا بصورة أخرى .
الحدث :
حين هاتفتها منذ أكثر من النصف ساعة بدت قلقة إلى حدٍّ ما ، فى عجالة قالت : نعم نعم هناك بعد ربع ساعة ، لا تتأخر من فضلك ، ستجدنى هناك ، فى انتظارك ، وهاأنا بدونها حتى الآن . وهذه الجالسة بجانبى تبدو أنها فى انتظار شخصٍ ما أيضًا ، لا تكفّ عن قراءة الساعة ، وتتنهد عاليا كل قليل ، وجدتها هنا لحظة جئت ، يبدو أن صاحبها تأخر مثلما تأخرت سلمى .
أين أنت يا سلمى .؟ لماذا وما عادتك التأخير .؟ آتيةٌ أنت أم لم آتية .؟ الجالسة بجانبى يتصاعد قلقها .. وكذا أنا . أتسلىَّ بالكتابة ، كتابة هذه القصة . أحكى ما يجول بخاطرى . ربما صاحبها لن يجئ ، وربما لن تجئ سلمى . إنها تشبهها لحدٍّ ما ، نفس القامة السامقة ، والقد المستقيم فى إغراء لا يوهنه النحول . كل آتية من بعيد هى سلمى ، حتى إذا اقتربت فليست هى .
ما بالها البجانبى تنظر إلىَّ اختلاسا .؟ هل تشكّ بأمرٍ ما .؟ إنها تمعن النظر فى وجهى . ماذا يدور بخاطرها تجاهى .؟ يساورنى قلق . هل تكون هى سلمى ولكن ملامحها اختلفت .؟! ربما هى فعلا ، وربما تمعينها هذا على خلفية شك أنى ربما حميد وقد تغيرت ملامحى أيضا .!! هل يكون قد حدث شئ بالعالم ؛ ميكروب ما مثلا قد انتشر أو غاز أو أشعة طارئة خارجة عن طبيعة الأرض قد تغيرت بتأثيرها ملامح كل الناس ولم يفطن أحد منهم بعد .؟! إذن لن أحدٌ سيعرف الآخر . ألا يفسر هذا الغربة البينة فى كل الملامح .؟ كلٌّ يسير بمفرده وكأنه يبحث عن شئ لا يجده ، لماذا منذ جلست لم أر اثنين يسيران معا .؟! وربما اثنان منهم كأنا والجالسة بجانبى يجِدَّان فى البحث عن بعضها ولا يلتقيان لأن شيئًا طارئًا قد حدث : تغيرا بسيطا فى ملامح الوجه !! نعم ربما هذه سلمى وربما أنا حميد .!! " ربما أنا حميد " .؟؟! ما هذا الذى أقول .؟ أنا حميد بالطبع وإن اختلف شكلى . هل سأظل كما أنا أم يمكن أن أختلف كلية .؟! يا إلهى هل حدث هذا حقا وتغيرت كل الملامح .؟ دفعة واحدة .؟ ربما يجعلها هذا تتشابه من جديد ، فآخذ أنا ملامح شخص لا أعرفه ولا يعرفنى ! ويأخذ شخص ما ملامحى ، وربما يقابلنى شخص لا أعرفه بالأحضان إذ يظننى صديقه الأعز !، أو يحاول قتلى إذ يظننى عدوه الألد ، أو يغشى على آخر إذ يرى أخاه الذى مات - وهو أنا فى ملامحى الجديدة – ماثلا أمامه !! وعندما يدرك العالم كله ما حدث وتتناقله وسائل الإعلام ؛ سيضطر كل أحد إلى أن يعلق على صدره شارة بخط كبير يذكر بها اسمه - بشفافية وصدق - كاملا وعنوانه إلى أن يعتاد الآخرون شكله الجديد ، وربما تتلف ذاكرات البعض أو تنعزل أو ترفض الواقع الجديد فيحدث لديهم انفصام ، وقد يستغل الحدث مجرمون محترفون بما لا أدركه الآن ولكن أثق بعقلياتهم أن تتفتق به بين هذه الفوضى العارمة . ستكون كارثة ، أليس كذلك .؟! هل ثمة مرآة هنا أنظر فيها لأرانى وأتثبت من ملامحى .؟ لا يبدو ذلك . إذن ما الحل .؟
نفضتُ هذا الخاطر عن ذهنى ، وقلت فى قلق يحاول التطمؤن : إن هذا لخاطرٌ مجنون ماذا يقول أحد لو اطلع على هذا الذى أكتبه .؟ سيتهمنى بالجنون لا شك .
لكن هذا اللعين عاد يلح بشدة : اسألها : هل أنتِ سلمى .؟ لا لا فرضا نهرَتْك وقالت لك ما دخلك أنت .؟ إذن كيف .؟ توصلت لحيلة طريفة : أخذت أنادى بصوت نصف هامس : سلمى .. سلمى ( جميلٌ هذا الإسم ، أحبه لأنه لها ) ، فإن كانت هى ستجيب ، وإلا فمن يمنعنى أن أهمس بما أريد وقتما أريد .؟! فوجئت ، حقيقة فوجئت إذ اقتربت منى متسائلة فى دهشة : هل تعرفنى حضرتك .؟ أحسستُ بالرهبة : لم يكن صوتها مطابقًا لصوت سلمى ، هل تغير صوتها أيضًا .؟ أم أن هذا مجرد تشابه أسماء .؟ كلا الاحتمالين واردٌ الآن بذهنى وبقوة ، لم تفلح حيلتى فى نسف حيرتى عما قليل ، بل أضافت إليها مشكلة هذه المحدقة فىَّ الآن فى انتظار إجابة ، لابد من رد يسكتها وألا ستعود تلح ويتأزم الموقف ، لا ، لا شيئ فقط كنت أتمتم باسم حبيبتى . هل اسمكِ سلمى أيضا .؟ قالت : نعم سلمى فؤاد ، يا للحيرة هل اسم أبيها كاسم أبى حبيبتى !! و بعدين يا ربى فى هذه الحيرة المتزايدة .؟! هل أسألها إن كانت فى انتظارى منذ جاءت .؟ سيكون سخيفا أليس كذلك .؟! هى أيضا تبدو هامة بسؤالٍ ما ، إنها تستكشفنى ، تمامًا كما أحاول ، هل يدور بفكرينا خاطرٌ واحد : قالت أنها تنتظر " حميد " ، لماذا لم أشعر لحظة نطقته أنه أنا .؟
لو أنها سلمى لماذا لم تنتبه أننى لم أعرفها .؟ - على فرض أنها للآن لم تدرك أن ملامحها تغيرت مثلى - أم تراها وقد فطنت لحقيقة الموقف .؟ هل أصبحت حقيقة فعلا .؟
أمسكَتْ مِقودَ الحوار ، سائلة دوما كانت ، لم تعقب على أىٍّ مما قلت .؟ فقط كان يتوهج بعينيها يقينٌ هادئ خلف كل إجابة ، هل تسألنى عما تعرف .؟ ثم قالت : هلا تركت الكتابة قليلا وحادثنى عن سلمى .؟ هل يدور بخاطرها أن تستدرجنى لأحادثها عنها فىَّ فتستلذ دون أن أدرى .؟ لكنى على كل التفتُّ إليها بوجهى كاملا، استغرقتنى فى عينيها حبيبتى سلمى حتى الثمالة ، كأنى أراها ، وبكل احتدام قلقى وشوقى انهمرت إليها : هل تصدقين : حتى الآن لا أعرف ملامحها تمامًا ، لم أرتوِ منها ، لا أطيق ، هل تستطيعين التلفُّت فى عين الشمس .؟ عالم من القداسة هى ، وأنا عالم من التقديس ، هى عالم من الجمال وأنا قلب من حب وتأمل وانصباب ، مقدسٌ كل ما فيها ، وكل ما يمتُّ إليها بصلة ، مقدس مكان أراها به وجهة تطلع من خلالها . مقدس عالم يشرف بانتمائها إليه ، وتطلعت فى عينيها مباشرة : سلمى سلمى ، ارتجفت ملامحها واضطربت شفتاها وفاض الهيام بعينيها حتى بدا وكأنها ستجيب ندائى ، يا ليتك تعرفين تتفتح روحى لرؤياك كالزهرة تتفتح للندى والفجر والمطر ، وإذ أفكر بك كأنى أراك ، تغسلين تعب الفكر مثلما يغسل الليل تعبَ الطيور .؟ وبمجرد أن أفتح عينى من النوم منفصلا عن لاوعيى - قبل حتى أن أدرك أننى استيقظت - أجدنى ممتلئا بك ، ليتك تشعرين .
بدت تائهة معلقة بنطقى ، فجأة انفرجت ملامحها ، نفضت كلَّ ذلك عنها وهى تنظر فى نقطة ما خلفى فى ارتياح غامر ، قامت فى حماس وكأنها لا تعرفنى ، ولا كان بيننا عما قليل حوار ، التفتُّ حيث تنظر ، رأيته مبتسما سادرا فى طريقة إليها ، يا إلهى إنه أنا !! نفس ملامحى التى طالعتها فى المرآة صباحا ، وحتى الشجة الصغيرة وسط الجبهة ..!!
، تصافحا ، سلمته ذراعها ، ومضيا .
لا أدرى هل تصافحنا ، وسلمتنى ذراعها ، ومضينا .؟ أحس بأن أكثر وعيى غائب الآن . مضيت ، وأنا يكاد يقسمه الذهول ..!!! وأنا .... لا يبالى .!!!!!
. | |
|
oO_GALAXY_Oo
المساهمات : 61 تاريخ التسجيل : 27/01/2008
| موضوع: رد: ممتلئ بك .. هل تشعرين .؟ الإثنين يناير 28, 2008 2:36 pm | |
| | |
|
Admin_remy
المساهمات : 16 تاريخ التسجيل : 25/01/2008
| موضوع: رد: ممتلئ بك .. هل تشعرين .؟ الإثنين يناير 28, 2008 2:56 pm | |
| [i] [b] نايس قصة يامحمد هل التقيت بسلمى وهل مازلت تبحت عنها ؟؟؟ اتمنى ان تجد سلمى التى تملأ قلبك ووجدانك حبا لا اظن ان صورة سلمى لو تغيرت فى شكل اخر ستغير شيئا فيك , المهم ان تجد سلمى التى يتمناها قلبك وتملأ قلبك وحياتك. | |
|
المحمد طاهر
المساهمات : 15 تاريخ التسجيل : 28/01/2008
| موضوع: رد: ممتلئ بك .. هل تشعرين .؟ الإثنين يناير 28, 2008 5:12 pm | |
| - oO_GALAXY_Oo كتب:
- السلام عليكم,
محمد.. أحب القولك ان القصه بتاعتك مشوقه جداَ,وفعلا كنت مستنيه اتأكد انها سلمى وأنك حميد..أينعم طلعت هى ومش هى .. وأينعم طلعت انت ومش انت .. وأينعم انا دلوقت توهت ومش عارفه انت مين بس مش يمنع ان القصه جميله أوى جدا خالص . وورد ورد جالاكسي ..حينما تكون الملامح الخارجية هي وسيلتنا الوحيدة لتعارفنا ، والتقائنا ساعتها لابد أن نضيع ، أو نتوقع الضياع في اية لحظة وحده الإحساس ، وحدها الروح ، تستطيع أن تجعل من الحب ملامح أخرى لنا نهتدي بها عندما تضيع ملامح وجوهنا .. الرائعة جالاكسي ، شرفت بمرورك وأعجبتني جدا لمحتك النافذة فيما قرأتني به أهلا دائما بمروروك الخصب الدافئ سلمتِ دوما ..
عدل سابقا من قبل في الإثنين يناير 28, 2008 5:29 pm عدل 1 مرات | |
|
المحمد طاهر
المساهمات : 15 تاريخ التسجيل : 28/01/2008
| موضوع: رد: ممتلئ بك .. هل تشعرين .؟ الإثنين يناير 28, 2008 5:27 pm | |
| - Admin_remy كتب:
- [i] [b] نايس قصة يامحمد
هل التقيت بسلمى وهل مازلت تبحت عنها ؟؟؟ اتمنى ان تجد سلمى التى تملأ قلبك ووجدانك حبا لا اظن ان صورة سلمى لو تغيرت فى شكل اخر ستغير شيئا فيك , المهم ان تجد سلمى التى يتمناها قلبك وتملأ قلبك وحياتك.
ما أصعب هذا اللقاء الذي يكون كلقاء بين نافذتي قطار سائرين كلاهما في اتجاه مضاد .. لقاء مر موجع في لحظة تحمل النكهتين معا صعب أن تتحملهما الروح كما صعب على اليد أن تتحمل في كفها الماء والنار معا
" سلمى " ، ما أجمل الاسم على لساني وفي روحي ووجداني وما أقساه في قلبي سبحان الله ..
ريمي ، دافئة الروح كطفلة ربيعية الملامح ألف أهلا بك ، وبخفة حضورك سلمت دوما .. | |
|
SNICKERS
المساهمات : 62 تاريخ التسجيل : 28/01/2008 العمر : 37
| موضوع: رد: ممتلئ بك .. هل تشعرين .؟ الإثنين يناير 28, 2008 7:03 pm | |
| | |
|
Vodafone35G
المساهمات : 30 تاريخ التسجيل : 27/01/2008
| موضوع: رد: ممتلئ بك .. هل تشعرين .؟ الثلاثاء يناير 29, 2008 11:30 pm | |
| | |
|
TimO
المساهمات : 131 تاريخ التسجيل : 25/01/2008
| موضوع: رد: ممتلئ بك .. هل تشعرين .؟ الجمعة فبراير 01, 2008 4:37 pm | |
| نايس يا محمد والله بجد قصصك كويسة
ومشربش عندك برتقان
تيام | |
|